الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
والغالب في لو المصدرية أن تقع بعد مفهم تمن كود ويود، وشواهد ذلك في القرآن كثيرة (1) ومن وقوعها بعد غيره قول الشاعر (2):
والتقدير: ما كان ضرك منك.ومن وقوع لو المصدرية بعد مالا يفهم منه التمني، ومحلها مع صلتها نصب على نزع حرف الجر- على ما ذهب إليه جمع (3)- قوله تعالى: {وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله} (4) والتقدير: وماذا عليهم في الإيمان بالله واليوم الآخر، وهذا هو الموضع الوحيد في التنزيل الذي وجده الحموز (5) وقد نزع منه حرف الجر مع المصدر المؤول من (لو) وما في حيزها. وقدر المانعون من مجيء لو مصدرية محذوفين في هذه الآية، الجار والمجرور، وجواب لو، فالتقدير عندهم (6): وماذا عليهم في الإيمان بالله واليوم الآخر والإنفاق في سبيل الله لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله لحصلت لهم السعادة. وفي التقدير إطالة من غير طائل، وأخصر منه- مع الدلالة على المراد- جعل لو مصدرية، والمصدر المؤول منصوب على نزع حرف الجر.5- ما:(ما) المصدرية نوعان (7):- - - - - - - - - -(1) ينظر: مغني اللبيب: 350، ودراسات لأسلوب القرآن الكريم: ق1 /ج3 /660- 663.(2) البيت لقتيلة بن النضر بن الحارث في: الأغاني: 1 /50، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي: 2 /966، وأوضح المسالك: 4 /201، ومغني اللبيب: 350، وبلا نسبة في: تذكرة النحاة: 38، وهمع الهوامع: 1 /264.(3) ينظر: التبيان: 1 /358، والبحر المحيط: 3 /639، والدر المصون: 2 /363، وحاشية الشهاب: 3 /269.(4) النساء: 39.(5) ينظر: التأويل النحوي: 1 /707.(6) ينظر: البحر المحيط: 3 /639.(7) ينظر تفصيل القول فيهما في: الجنى الداني: 330، ومغني اللبيب: 399- 403، وظاهرة النيابة: 470- 473. النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 352- مجلد رقم: 1
|